بلقيس وتاريخ الشرق
في5/2/1423هـ أبو مصطفى علي بوخمسين
بـراعـمُ الـورد ِ للفجـرِ تبسمت* وعانقت خـيـوط الشمس أغـصانا
كشوقِ الشمس لعناق الصـبح *عـانـقـني شـوقـي لسويعاتِ نجوانا
سمو الحب فوق الخلود يـرقى* فأصبَحْتُ صبّاً في الحسن هـيمانا
الكونُ بـَيْـتي والحـبُّ يـجـمعـنـا*فيه أبصرَت جمال الكون روحانا
يـنامَ أريـجُ الـورد فـي صَـدْري بين * ذكـرياتٌ مضتْ بذكرى هوانا
طرتُ نشوان ًعلى جـناح الخيال* فرأيتُ الجمالَ وردةً والكون بستانا
حينَ أبْصَرَتْ عَـيْـني جمال الليـل*عـادت بي الذكـرَى لـيـوم لـقـيَانا
بيتي نـَسَجـتْهُ الشمسُ فوقَ المَوْج * والراقصات حولي ِكُحِّلت أجـفانا
طلاسِمٌ الزمان فـي البحر ذابت * كما فــيـه قــبـلـنـا فـَـنــَتْ أكـوانا
ذاتُ العمادِ إرَمُ, وعجائبُ بابل*و صرح القدسِ وعرشُ بلقـيس رآنا
جماجم واطلا ل حضارات لم تفنى *وحرب وسلبٌ وسبايا تُساق اضعانا
بالعدل نادى حمورابي في شريعته * والناس فـوضى أهلاً تـقاتـلوا وجيـرانا
صَـرْحُها الممرَّدُ فـوقَ اليَمّ يَطفو* و ما عرفـتْ بلقيسُ عـما تحـته أزمانا
عـرشَ بلقيس المعينيات تحرسهُ * والجـنّياتُ سَئَـلنا التاريخ كـيـف كانا
سبأية ٌصَنعت المجْـدَ و التـاريخَ * بلـقـيسُ في جناتِ عـدن ٍ بعـد رغـدانا
في سماءِ الـشّرق ألـفُ بلـقـيـس * و مزاميـرُ داودَ آياتهُ قـد سـيةَ الإيمانَ
مجد الشرق وخلود عشـتاروسـفنُ* ألذ كـريات أخذ تني إلى مجـد كِـلدانا
بابليات أشور رقـصن للـشمس * تركـن راهـب معـبـد الشمس حـيرانا
يا دجلة َ بغدادٍ و فـراتَ سُـومر ٍ * ترى مجد كلدة لم يزل لأيامها أتـيانا
شرقيٌ أنا والجـرهـائـيـون أمـتـي * للحـديـث عـن تاريـخها الـيوم أبـقانا
لن يأخـذ الـزمان مـجـدي ويـتـركـني * فـي عـالـم المـاضـيــن بغير عنوانا
كـُـل أرض الـشـّرق كـِتـابُ تـاريــخ ٍ* دمـشــقَ ومَـأربَ والبـتــراء وعـمّـانا
عـقـير البحر و ثاج فـيـنيـقـية النسبِ * و مـن جرعاء تـاريخـنا و هي جرهانا
جـرها كـنـوز الـدنـيـا خــزائـنــها * مـقــصـد ذوي الـتيـجان والـفـرسانا
تـبـسـمَ لـتـاريخـهـا ثـغـر الـزمـان فـ* تـسنـمت ذُرى الـمجـد وعلـو البـنـيـانا
عـشـتـار وبلـقيـس حديثهن فردوس * دلمون جـنـة الخـلـودِ لأبـنـاء كــنـعـانا
الزمـان بعـد اليم يـَحْــدُوا الشـَّـمـس * و لـيـل الكـون يـحـدوا خلائق وأكـوانا
الزمـان مـن دلمون و بـذرة الحـيـاة * والطـيـرُ وأزهـارُ الـرُبا وظـلُ أفــنانا
أيـن بـلـقـيس, مجـدها أمـسـى طـلـلا * لَـبـِـسـتْ عِـيـلامَ على أفولهِ ثوبَ أحزانا
سـادة الشـرق موج البحـر يعـرفـهـم * و فـلـك الـيـم وفـي البـر والشـطـآنا
أمـمٌ وحـضـارات غـيـبهـم الـنـسـيان * أخـفـت مـجـدهـم العـاديـات والإنسان
فخـر سـمـاء الشـرق بـلـقـيـس خـالـدة * القـوافـي حـولَ عـرشـها نـُـثـِـرَتْ ألوانا
معـبـدُ الشـمـِس فـي حـصـن ِ تــاروت* عـشـتـارُ تــحـرسـه وتـرنيمـة ُ الرهـبانا
بـيـن ركـام الـسـنـيـن يـعـلـو صــوت * المـربــد و سـوق داريـن بـعـد هِـجـرانا
عــروسُ البـحــر داريـن درة الـزمــان* وطـنُ المـحـار والمـسـك غاليَ الأثمانَ
بـخـور عـشــتـار مـن ســوق داريــن * تجـلـبه وعـطر بـلقيس والحرير واللبانا
أمُــرُّ بـداريـنَ و الـذكـرى تـمُـرُّ بـِخـَا * طـري لعـشـتـار حـيـنـاً وللـمـربدِ أحيانا
فـي نـجـران وأرض الـشـرق ألف * نـمرود و ذو نـواس طغاة ولـهم أعوانا(1)
أبـريـاء نجـران لـن تخـبـو نار دمائهم * عجائز وأطفال قـتـلوا بسيف ظلم وعدوانا
طـسـم وجـديـس أفـنـتهم شفار سيوفهم * كما أفنت الحرب رؤوس عبسٍ و ذبـيانا
في5/2/1423هـ أبو مصطفى علي بو خمسين
(1) – نجران ، قال الحموي ، في مخاليف اليمن من ناحية مكة قالوا ، سمي بنجران ابن زيدان ابن سبأ ابن يشجب ابن يعرب ابن قحطان لأنه كان أول من عمرها و نزلها و ، فتح نجران في زمن النبي في سنه عشرة للهجرة صلح على الفيء و على أن يقاسموا العشر و نصف العشر . انتهى . نقلا عن كتاب تاريخ من دفن في العراق من الصحابة . تأليف علي بن الحسين الهاشمي الخطيب .