بومصطفى أديب نشط
عدد الرسائل : 23 تاريخ التسجيل : 03/06/2007
| موضوع: ( ابن عربي حكيم الفلا سفة وفيلسوف الصوفية) الجمعة يونيو 08, 2007 12:10 am | |
| الشيخ الأ كبرأبن عربي ( ابن عربي حكيم الفلا سفة وفيلسوف الصوفية)*
لقد صارقلبي قابلا كل صورة=فمرعى لغزلان وديرا لرهبان وبيتاللأوثان وكعبة طائف = وألواح توراة ومصحف قرآن أدين بدين الحب أين توجهت= ركائبه فالحب ديني وإيماني*
محيي الدين أبي عبدالله ابن علي بن محمد بن احمدبن عبدالله الطائي الحاتمي وشهرته ابن عربي –المتوفي( سنة638هـ)، الشيخ الجليل من اكبرشيوخ المتصوفة في زمنه وحتى زمننا الحاضر وربما حتى في الأ زمنة القادمة كما يتضح من شخصيته الصوفية والفكرية وماعرف عنه من الغموض والرمزية في كتاباته عن الكون والحياة وتنوع مواضيعه بين الفناء والأشارات والأزلية والجمال والجلالة والقربة وألأنوار.
وجاء تعريف خاص للشيخ الأكبرابن عربي في رسالة المغفورله الأمام الخميني للزعيم الروسي وهو يعرف الحكيم العرفاني ابن عربي قوله:
"تعرف طريقته الخاصة بالطريقة الأكبرية فلا نظيرله بين معارفه أهل العرفان لا ممن سبقه ولا ممن لحقه إلى الآن"، ومازال القول للأمام الخميني: "وابن عربي هوالجديربصورة كاملة بماقاله الإمام الرازي عن المرحوم ابن سيناء من انه ماسبقه إليه من قبله ولا لحقه من بعده فهذا القول وإن كان يصدق على ابن سيناء لكونه حول بعض مسائل العرفان إلى مسائل برهانية لكن النصاب التام لهذه الكلمة هو في حق ابن عربي فقد جعل ماقيل وكتب بالعربية والفارسية في الماضي والغابر نثرونظم هي في قبالة آثار محي الدين- قطرة بإزاء البحر المواج فلم تعطي الآ ية الكريمة (ماننسخ من آية أوننسها نأتي بخيرمنها أومثلها) هناك فارق بين أبن عربي وبين كلآ من شيخ الأشراق وكذلك الملا صدرة من حيث العلوم الحكمية والأ شراقية"،
إلى هنا أقف عن الأ شارة عما جاء في رسالة الخميني ربما سأعود اليها لاحقا، فلننظرونتأمل في ماجاء في احدى رسائل ابن عربي الموسومة (((بحضرة الكرسي))) ومنهانتعرف عن قرب على مقدرة هذا الرجل العرفاني الصوفي ومقدرته على ادراك الحكمة وان كانت الحكمة هي ضالته ، قال السالك :
"فأنشأ لي جناح العز, و طرت في جو الفهم حتى وصلت حضرة الكرسي ، و الموقف القدسي ، فسألت عن مسجد الوصي ، فقيل لي : بالمنزه الأقصى ، فرأيت شيخا ضخم الدسيعة فقيل لي : هذا قطب الشريعة . و قد أحاطت به أخلاط الزمر إحاطة الهالة بالقمر ، فسلمت تسليم خجل لا تسليم وجل ، فقال الشيخ رضي الله عنه مرحبا بالقاصد ، مقتنص الجواهر و الفرائد ، ثم قيل لي: أي سن تريد فهممت أن أقول: أريد أن لا أريد ، فلما لم يكن مقامي لم يسعه كلامي، فجذبني إليه، و درته بين يديه، فقلت: أريد مدينة الرسول صاحب الجمل و الفصول، قال: و ما تريد بمدينة أثرها قد درس، و نورها قد طمس . قلت : لست للترابية أشير و لكن لبدرها المنير و عنصر مائها المنير، فقال: ألم تسمع قوله عليه السلام، (وعلي بابها)، و أنا أيها الطالب بوابها، فمن أراد المدينة فليقصد الباب، و يتملق للبواب، عند أشباح النسم ، يهدي إليك طرائف الحكم، عند الأشباح بالغبار، تعدى لك الأرواح بالأسرار، قلت له: يا سيدنا هل يعرف لذلك الباب مفتاح قال: أي و العليم الفتاح :
رأيت البيت مقفولا = لسـر السـر قـد مـلكـا سألت الله يفتحــه = فقال : بمن فقلت : بك
فقلت: ناولنيه ، قال : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ، قلت له : قد عرفت حقيقة مكانه ، فزد في نعته و بيانه . قال له : أربعة أسنان أتقنها الحكيم الرحمن ، فيها أربع حركات تجري على جميع البركات ، فإذا فعلت ما ذكرته لك و أحكمته ، فزت بالمفتاح و ملكته ، و من ملك المفتاح فتح الباب ، و من فتحه حصل على كنز السرداب ، فرأى الشيخ و تلميذه آمنين من الشك و الارتياب مبسوطين في حضرة الوهاب ، قلت : قد فهمت ما أردت و عثرت على السر الذي إليه أشرت ، و لكن زدني زادك الله من إحسانه ، و أسبغ عليك رداء امتنانه . قال : ادع الله أن يمدني بإلهامه ، و يؤيدني بعلمه القديم و كلامه إسمع أيها السالك حسن الله أفعالك و لا جعلها أفعى لك ، و سدد أقوالك فإنها عند المناجاة أقوى لك ، حمد الله أولى ما يعربه فاه ناطق ، و صلواته على رسوله فاتح اختراق هذه الطرائق ، إلى مناجاة العليم الحكيم الرازق ، فالحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ، فاسمع و لا تنطق : * أنض الركاب إلى رب السموات = وانبذ عن القلب أطوار الكرامات و اعكف بشاطئ وادي القدس مرتقبا = و اخلع نعاليك تخظى بالمناجاة و غب عن الكون بالأسماء متصفا = حتى تغيب عن الأوصاف بالذات و لذ بجانب فرد لا شر يك له = ولا تعرج على أهل البطالات بل صم و صل و فكر و افتقر أبدا = تنل معالم من علم الخفيات فقد قضى الله بالميراث سيدنا = لكل عبد صدوق ذي تقيات
ألق أيها الظال بالك أصلح الله بالك، حافظ على العلوم المدينة و الأسرار الإلهية و إياك و إفشاء سر الربوبية ، أخل القلوب و جاهد النفوس و فرق بين العلم الإلهي و المحسوس ، إجمع بين الظاهر و الباطن يتضح لك سر الراحل و القاطن ، قف مع الظاهر في كل الأحول و لا تقف مع ما ليس لك به علم في ظاهر الأقوال . تلق الكلمات و الحق بالآباء و الأمهات صلي على ذي العلوم المدنية و الأسرار القدسية و على الكليم و ابن نون و انظر لمن كان الحوت عنده يبدو لك السر المصون في الكتاب المكنون الذي لا يمسه إلا المطهرون ، لا تنظر الحوت بعين الغذاء و القوت و تأمل السرين في مجمع البحرين و كيف وقع النسيان هنالك و لم كان ذلك و لم كان حوتا و ما يكن غير ذلك ، و لأي فائدة اتخذ البحر مسلكا على سائر المسالك أمط لو وليت و لولا تكن العبد و المولى ، ترد برداء الآمنين و قف للناس في موضع القادمين و خذ من العلم حرف العين . أخرق السفينة تلج المدينة ، اجعل في السفينة من كل زوجين اثنين ، و لا تعرج على من قال : سآوي إلى جبل يعصمني من الحين ، هما سفينتان ، لهما في الوجود معنيان ، الواحدة سلامتها في الفتق ، و الأخرى نجاتها في الرتق ، ليس في الملك إلا واحد فإياك أن تخرق سفينة الشاهد ، اجعل السفينة من الزوجين ، فقد قال : لا تتخذوا إلهين اثنين ، أحي الغلام ، يدنك رب لأمة و الغلام ، اقتله فإنه كافر بمواضي الأسنة و البوائر ، أقم الجدار و حذار من هدمه حذار ، أهدم الجدار فإنه مجاب ، هكذا رأيته في أم الكتاب ، افتح من السد المهرب و اثبت للتيار و لا تهرب ، إياك أن تتناول فتحه ، و اقنع من الوجود بأيسر لمحة .
عطل ودا و سواع و اكتم أمرك تأسيا بصاحب الصواع حجاب فلا تكتم ، و لا تعطلها فتظلم ، لا تفرد أخاك مخافة الذيب ، و اعطف عليه عطف المحب على الحبيب ، إن لم تفرده للذيب ، لم يتميز في أهل التخلق و التهذيب ، لا تعطف عليه و انبذه بالعرا ، حتى تبصر تأثير الأسماء ، إذا أردت أن يكون نعم الحدث ، و أرى العزيز الحدث ، اعرف قدر العزيز ، فهو الذي أحلك محل سقوط التمييز ، وجه البشير و لا تعرج على العير ، و دارك بالتسبيح الكثير ، و ارفع أبويك على السرير ، أمسك القميص فإن الشيخ حريص ، و اترك الإبل في المسارح تمر عليها السوانح و البوارح ، لا ترفعهما عرشا و مهدهما فرشا ، و اخفض لهما جحناح الرحمة و لا تنهرهما ، و لا تقل لهما أف و إن استطعت فأعدمهما هما حاجباك ، و هما باباك .
ابتغ الفتية ، فهم الخلة العلية ، لا تقف أثرهم جملة و تفصيلا ، و لا تتخذ إليهم سبيلا إذا اطلعت عليهم فول منهم رعبا ، عينا لا قلبا ، السعيد كل السعيد ، من قام عند الوصيد ، اشمخ بأنفك عن همة الكلاب و إياك و ملازمة الأبواب ، سد الباب ، و اقطع الأسباب ، و جالس الوهاب يكتمك من دون حجاب ، لا تجالسه بحال فإن الكلام محال ، لولا الأسباب عرفت الحقائق ، فافتح الباب و لا تفارق ، طهر فرجك من الفلوح ، ينفخ لك فيه الروح ، لا تظهر الفرج ، و انظر ما ارتقم في الدرج . ** ناج في الظلمات ،
تنبعث بين الأصوات ، لا تناج من ظلمات الستور فإن النداء في النور ، أنت الواحد الفرد ، إن ضربت الفرد في الفرد ، لا سبيل إلى ضربه ، لثبوت ما أراد أن يوجده من غيبه ، لا تقل : مسني الضر و سو بين النفع و الضر ، و إذا مسك الضر فادع بلسان التعليم فو مراد الحكيم العليم ، لا تعود لسانك الحنث و بر يمينك و لو بالضغث ، الحنث لا يلتفت إليه ، فإن أهل الكشف ما عولوا عليه ، لا تعذب الهدهد كما هم سليمان حتى تعجز عن البنية و السلطان ، عذبه لما كشف السر و خرق الستر ، ارفق على النمل إذا أوجبت بسوابق الخيل ، فرقهم أيادي سبا ، و اقتلهم مضي السيف أو نبا و اتركهم بين مهب الشمال و الصبا ، لا تشغلنك الصافنات عن المناجاة ، أو امسح بالسوق و الأعناق ، و شد السير إليها و الأعناق ، من نظر الفعل للذات ما دام في المناجاة ، فلا تمسح بأعناقها ، و لا تشد في أعناقها . لا تدفع الخاتم إلى أحد ، و لا تأمن عليه أما و لا ولد, ادفعه لمن شئت فإنه حجاب ، و لا مسخر إلا مسبب الأسباب ، لا تعرج على عرش بلقيس ، و لا تلتفت لصرحها الممرد النفيس ، إلا أن بدا منها الإسلام و ألقت يد الطاعة و الاستسلام ، عرج عليها متى ظهر منها الإذعان في حالتي الإيمان و الكفر إن تكن من أهل مقام الإحسان ، لا تقدم اسمك على اسم مولاك ، و إن كان ذاك لعلة هناك ، قدم اسمك فهو المشرع المتبع ، و إن لم تفعل فلست بمتبع ، لا ترغبن في ملك لا ينبغي لسواك ، تخلق في ذلك بصفات مولاك ، انشر البساط ، و اترك الناس في هياط و مياط ، اطو البساط ، و أعدل إلى القبض من الانبساط.
الزم المحراب يأتيك الرزق بغير حساب لا تلزمه سبيا متمما و اتخذ إلى التوحيد سلما ، لا تهز الجذع في كل وقت فإنه مقت ، هزه فهز المراد و هو الدليل على أهل الإفك و الإلحاد ، كن في المحلق ثلاث تفز عند المقابلة بثلاث ، إن وقفت على الموائد الثلاث حزت مقام الضحك و الإكتراث ، سلم أمرك لصاحب السماء تعلم معالم الأسماء لا تسلم فلست يثاني فلا يحدبك المثاني." . * قصورالعقل عن العلم الذوقي * (وله) ومن فحواهذا البيت يتضح مسلك هذا الصوفي في حب الله والحب في ألله وينزع من قلبه الحقد والكره هو ليس مثل من عاصروه من اصحاب الجاه والسلطة قبل مايزيد على (900) سنة بين عالم من الزيف والتقرب الى من بأيديهم المال والثروة ومن يستعصي عليهم شراء ضمائرهم يدس لهم من المكائد والتهم حتى ينتهي بهم الطريق الى القتل كما حدث له وللحلاج
عقد الخلا ئق في الإله عقا ئدآ= وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه* وله ماثم سترولاحجاب=بل كله ظاهر مبين وله * فما ثم إلا الله ليس سواه= فكل بصيربالوجود يراهوله * لقد صارقلبي قابل كل صورة = فمرعى لغزلان وديرآ لرهبان وبيتآ للأوثان وكعبة طائف = وألواح توراة ومصحف قرآن أدين بدين الحب أين توجهت = ركائبه فالحب ديني وإيماني*
اما رأي حكيم الصوفية وصوفي الحكماء في الحلول زاد عليها الفيلسوف نتشى بقوله( الحلول والكمون)، فهذا بحث يحتاج وقت طويل للتحضيرله. بقلم ابومصطفى علي احمد | |
|