الثرا من أجساد شربت كؤوس المنايا
تــضــج مـن وطــئـنـا صـارخة تـتـألم
استـبدلـوا القـصر المـنـيف رمـس لحـد
الشـاعـر فيه و الخـطيب رمة ًلا يتكلم
سألـت الزمان عـن أمـم قـبـلنا مـضـت
دَرَسَـتْ قـبـورهـم إنَّ رَبـّي بهـم يعـلـم
المـوت عـليـنا كـتاب لا يسـبـق الأجـل
و كـل حي بسـاعـة المـنـيـة لا يـعــلـم
تـمـوت الكـائـنـات و الأرض تــفــنــى
كـتـب الـسـمـاء و كـل نـبـي عنه تكـلم
الـمـنـية قـدر مـكـتـوب عـلـيـنـا و مــن
سـكـن الحـصـون من المـوت لا يسـلم
إذا فجـعـنا بفـقـد الأحـبة عـلى غـفـلـة
حـزنـّا، الفـراق يدمي العـيـون و يـؤلم
المنـية مـا غابـت عـن الأرض سـاعـة
والموت أمـر رب العـرش خط بالقلم
ويـصـارع الدهـر بأمر الله معـمـرا
ويخـطف الموت رضـيع ما بلغ الحلم
كأن قـلوبـنـا لـحـزن الفـراق قد خـلقـت
و لكـن مـن يُخـلـَقْ يـَمُـتْ و كـلنا نعـلم
الـيـوم فـجـعـنا في عـبـد اللـه فـقـيـدنــا
و من فـقـد أخاه بالأمس ما زلنا نـتـألم
سـبـقـونـا إلى سـيـّدِ الخـلق مـرجـعُـهُـم
رسـولُ الله صـلى ربّـي عـلـيه و سـلم
ودّعَـتْ أمّ إبراهـيـمَ فـلـذتـا كـبـدها لـهـ
ـفي على كبد أمـست لفـقد ابنـيها تـثـلم
عَـزائي إلى أمّ فـجـعــت فـي ولــديـهـا
بالـموت في يومٌ عـليها صـبحه مـظلم
فـجعـت و طوعت على الصبر نفسها
خانها الدمع حزنا ًعلى ولديها فهل تـلم