بمناسبة مرور سبيعن عاماً ونيف, على وفاة سماحة آية الله العظمى السيد ناصر السيد هاشم السلمان المقدس الأحسائي «قدس سره» الذي رحل إلى الملكوت الأعلى سنة1933م, كان لابد لي من أن أقفَ أمامَ هذا الصرحِ العظيم بهذه القصيدة:
ذكـــراكَ نـبــضُ حـنَـانِـهـا يـتـكــرَّرُ حيـثُ امـتـدادُكَ فــي دمـائـيَ كـوثـر
ينشَـقُّ عـن بُعـدِ السنـيـنِ تـسـاؤلٌ: هــل مـثـلُ خـلـدكَ منـبـعٌ يتـفـجـرُ؟!
مــســراكَ لـلـتـاريـخِ مــــرآةٌ بِــهَــا عَـرَضُ اليقيـنِ خفـا وبـانَ الجوهـرُ
إنِّي أنا الصوفيُّ في طقـسِ الهـوى أستمـطـرُ الـشَّــوقَ الـــذي يـتـحـرر
ألــقــى حـنـيـنـي لاحـنـيــنَ يُـظِــلُُّــهُ إلاَّ سَــحَــابــة ُدهـــشـــةٍ تـتـبـخـتــر
يــاروضــة َالـلَّـحـظـاتِ يـاإغــفــاءةً نـشـوانــةً فــــي دفـئِــهــا نَـتَــكَــوَّر
ألقـاكَ فـي ذاتــي وضُـوحـأً مشفـقـاً يأسى على فكـري/ الضبـابِ ويُكبِـرُ
أسـرجـتَ للعـرفـانِ أنــواءَ الـهُــدى فـشـدتْ بـذيَّـاكَ الـوريـفِ الأعـصُـر
ورَسَمْـتَ للعشَّـاقِ خارطَـةَ السُّـرى سبعـيـنَ حُلـمًـا نـحـوَ أفـقَِـكَ يُـبـحِـر
وعـزفـتَ سمفونـيَّـةَ الـزمـنِ الــذي أمـســى بـإيـقـاعِ الـشَّـجَــى يـتـعـثَّـر
***
تنـمـو بـنـا الأحــداثُ وهــيَ تـحـيَّـرُ وتََــرُفُّ والـهَـةً وأنــتَ المِـزهـر..!
تـفـديــكَ آراءٌ هــمــزتَ صَـهِـيـلَـهـا والشَّعـرُ صـوتُـكَ والقَصـيـدةُ منـبـر
والـشِّـعـرُ مـفـتـونٌ بـحـبِّـكَ جـامــحٌ فضحت لظاهُ على الحروفِ الأسطرُ
هيـهـاتَ نَـغْـمٌ فـــي ربـيــعِ لُـحُـونـهِ مــنْ بـعـدِ مــا أدركـتَـهُ يتبعـثـرُ...!
ياقـالـعَ الأضـغـاثِ مــنْ آفـاقـنـا...! زيـفـاً أمـــامَ طمـاحِـنَـا...! يَتَـكَـسَّـر
كـــادتْ بقـيـعـانِ الـفُـتُـورِ تحُـوطُـنَـا لـكـنَّ عـزمــكَ فـــي مـداهَــا أكـبــر
يا«ناصرَ الدينِ» الـذي فتـلَ اللَّظـى فـي خطـوةِ الأطمَـاحِ منـكَ المِجـمـر
لـم تخطـأِ الأزمـانُ وصــفَ مـلامـحٍ نـحـتـتـكَ فـيـهــا عـــــزَّةً لاتُـقــهَــر
هذا وريقُ غُصُـونِ فجـرِكَ لـم يـزلْ يسـتـافُ نفحـتـهُ الـرَّبـيـعُ الأخـضــر
يبنـي الصَّفـاءُ عليـهِ مـن أعشـاشـهِ لـيــلاً بــهــالاتِ الـصَّـبـابـةِ مُـقـمِــر
***
سبعُـونَ حلمـاً لسـتُ أدركُ حرفََـهـا إلا وتقـطـرُ فــي خـيـالـي الأسـطــر
تنتمـو بنـا الأحــداثُ وهــيَ روايــةٌ أمسـت علـى جمـرِ الحقيـقـةِ تُـزهـر
ذكــراكَ مهـمـا ظلَّلَتـهـا عُـتـمـةٌ...! فهيَ الشُّموسُ عنِ الدُّجـى تتستَّـر!
مــن أيِّ حـانـةِ سـهــرةٍ قـدسـيَّـةٍ؟! نجلـو المعانـي فـي هـواكَ ونسـكُـر
إنَّــا تصفَّحـنـاكَ فـــي كُـتُــبِ الـعــلا صرحـاً مــنَ المـجـدِ الأبـيـدِ يُسـطَّـر
أحـسـاؤُكَ الشَّـمَّـاءُ مـازالــتْ لـنــا: سِـحْــراً يُـلـوِّنـهُ الـمــدى ويُـصَــوِّر
يابـنَ «المبَـرَّزِ» يـابـنَ كــلِّ مديـنـةٍ هـجَـريِّــةٍ فــــي فـكــرِهــا تََـتَــأطَّــر
هَـجَـرٌ بـعـمـرِكَ تسـتـمِـدُّ جُـذورَهــا صِـلــةً بـأعـمـارِ الـذيــنَ تــجــذَّروا
والمرجـعـيَّـةُ فـــي حِـمــاكَ وديـعــةُ لاذتْ إلـيـكَ وأَنــتَ مـنـهـا الأجـــدر
التسجيل 
