بومصطفى أديب نشط
عدد الرسائل : 23 تاريخ التسجيل : 03/06/2007
| موضوع: القصيدة الشهيرة رباعيات الخيام الأربعاء يونيو 13, 2007 7:24 am | |
| رباعية الخيام
سمعتُ صوتاً هاتفاً في السّحَر نادى مِن الحانِ : غُفاة البشَر هبُّوا املأوا كأس الطلى قبَل أن تَفعم كأس العمرْ كفّ القدَر *** أحسُّ في نفسي دبيب الفناء ولم أصَب في العيشِ إلاّ الشقاء يا حسرتا إن حانَ حيني ولم يُتحْ لفكري حلّ لُغز القضاء *** أفق وهات الكأس أنعمُ بها واكشف خفايا النفس مِن حُجبها وروّ أوصالي بها قَبلَما يُصاغ دنّ الخمَر مِن تُربها *** تروحُ أيامي ولا تغتدي كما تهبُّ الريح في الفدفدِ وما طويتَ النفس هماً عَلى يومين : أمسْ المنقضى والغدِ *** غدٌ بِظَهْرِ الغيب واليوم لي وكم يخيبُ الظنُّ في المقبلِ ولَستُ بالغافلِ حتى أرى جمالَ دنيايَ ولا أجتلي *** يتبع سمعتُ في حلمي صوتاً أهابَ ما فتَّق النّوم كمام الشبابَ أفق فإنَّ النّوم صنو الردى واشرب فمثواكَ فراش الترابَ *** قَد مزَّق البدرُ سنَار الظلام فأغنم صفَا الوقت وهات المدام واطرب فإنَّ البدر مِن بعدنا يسري علينا في طباقِ الرغام يتبع *** سأنتحي الموتَ حثيث الورود ويَنمحي اسمي مِن سجِل الوجود هات أسقنيها يا مُنى خاطري فغايةُ الأيام طولْ الهجود *** هات أسقنيها أيهذا النديم أخضَب مِن الوجهِ اصِفرار الهموم وإن أمُتْ فاجعَل غسولي الطلى وقدَّ نعشيَ مِن فروعِ الكروم ***
يتبعإن تُقتلَع مِن أصلِها سُرحتي وتصبحُ الأغصان قَد جفَّت فصغْ وعاء الخمَر مِن طينتي واملأهُ تسرِ الروح في جثتي *** لَبستُ ثوبَ العيش لم أُستشَر وحرتُ فيه بين شتّى الفِكَر وسوفَ أنضو الثوب عنّي ولم أُدرك لماذا جئتُ ، أينَ المقر *** نمضي وتبقى العيشةُ الراضية وتنمحي آثارُنا الماضية فقَبل أن نَحيا ومِن بعدِنا وهذه الدُنيا علَى ما هيه *** طَوت يدُ الأقدار سفرَ الشباب وصوَّحت تلكَ الغصون الرطاب وقَد شدا طيرُ الصبى واختفى متى أتى . يا لهفا . أينَ غاب *** الدهرُ لا يعطي الَّذي نأمل وفي سبيلِ اليأس ما نَعمَل ونحنُ في الدُنيا علَى همّها يسُوقنا حادي الردى المُعجّل *** يتبع أفق خفيفَ الظَّل هذا السّحَر وهاتها صرفاً ونَاغِ الوتر فما أطاَل النّوم عمراً ولا قصَّر في الأعمارِ طول السهَر *** اشرب فمثواكََ التراب المهيلِ بلا حبيب مؤنسٍ أو خليل وانشق عبير العيش في فجرهِ فليسَ يزهو الورد بعدَ الذبولِ *** كم آلم الدهر فؤاداً طعين وأسلم الروح ظعين حزين وليسَ ممَن فاتَنا عائدٌ أسألهُ عن حالةِ الراحلين *** يا دهرُ أكثرت البلى والخراب وَسُمْتَ كُلّ الناس سوء العذاب ويا ثرى كم فيكَ مِن جوهرٍ يبينْ لو يُنبَش هذا التراب *** وكم توالى الليل بعدَ النهار وطالَ بالأنجمِ هذا المدار فامشِ الهوينا إنَّ هذا الثرى مِن أعينٌ ساحرةِ الأحورار *** أينَ النديم السمح أينَ الصبوح فقد أمضَّ الهمّ قلبي الجريح ثلاثةٌ هنّ أحبُّ المُنى كأسٌ وأنغامٌ ووجهٌ صبيح *** نفُوسنا ترضى احتِكام الشراب أرواحنا تفدى الثنايا العِذاب وروح هذا الدنَّ نستّلهُ ونستقيهِ سائِغاً مُستطَاب *** يتبعيا نفسَ ماهذا الأسى والكدر قَد وقعَ الإثم وضاع الحذر هَل ذاقَ حلو العفوَ إلاّ الَّذي أذنبَ والله عفَا واغتفر *** نلبسُ بينَ الناس ثوب الرياء ونحنُ في قبضةِ كفّ القضاء وكم سعينا نرتجي مهرباً فكانَ مسعَانَا جميعاً هباء *** لم تَفتَحَ الأنفسَ باب الغيوب حتى تَرى كيفَ تسأم القلوب ما أتعس القلبَ الَّذي لم يَكد يلتأم حتى أنكأتهُ الخطوب *** عامل كاهليك الغريب الوفي واقطع مِن الأهلِ الَّذي لا يفي وعِف زلالاً ليسَ فيه الشفا واشرب زعافَ السمّ لو تشتفي *** يتبع
أحسن إلى الأعداء والأصدقاء فإنَّما أُنس القلوب الصفَاء واغفر لأصحابكَ زلاّتهم وسامح الأعداء تَمْحُ العِداء *** عاشر مِن الناسِ كبار العقول وجانب الجهّال أهل الفضول واشرب نقيعَ السمّ مِن عاقلٍ واسكب علَى الأرضِ دواء الجهول *** يتبع
يا تارك الخمرَ لماذا تلوم دعني إلى ربي الغفور الرحيم ولا تُفاخرني بهجرِ الطلى فأنتَ جانِ في سوِاها أثيم *** أطفىء لظَى القلب ببرد الشراب فإنَّما الأيام مثلَ السحَاب وعيشُنا طيف خيالٍ ، فَنل حظّكَ منهُ قبلَ فوَت الشباب *** بستانُ أيامك نامي الشجَر فكيفَ لا تقطفُ غضّ الثمَر اشرب فهذا اليوم إن أدبرت به اللَّيالي لم يعدهُ القدر *** يتبع جادت بساط الروض كفُّ السحَاب فنزّه الطرفَ وهات الشراب فهذه الخضرةَ مِن بِعدنا تنمو علَى أجسادِنا في التراب *** وإن توافِ العشب عندَ الغدير وقَد كسَا الأرض بساطاً نضير فامشِ الهوينا فوقهُ . إنه غذّتهُ أوصالُ حبيبٌ طرير *** يتبعيا نَفس قَد آدكِ حملُ الحزن يا روح مقدور فُراق البدن إقطف أزاهير المُنى قبلَ أن يجفَّ مِن عيشك غضّ الفنن *** يحلو ارتشاف الخمَر عندَ الربيع ونشرُ أزهار الروابي يضوع وتعذّب الشكوى إلى فاتنٍ علَى شفا الوادي الخصيب الينيع *** يتبع فلا تَتب عن حسوِ هذا الشراب فإنَّما تَندمُ بعدَ المتَاب وكيفَ تصحو وطيور الربى صدّاحةٌ والروض غضّ الجناب *** زخارفُ الدُنيا أساس الألم وطالبُ الدُنيا نديم الندم فكن خليَّ البال مِن أمرها فكلُّ ما فيها شقاءٌ وهم *** يتبع وأسعدْ الخلقْ قليل الفضول مَن يهجر الناس ويرضى القليل كأنهُ عنقاءَ عندَ السّهى لا بومةٌ تنعبُ بينَ الطلول *** مَن يحسبَ المال أحبَّ المُنى ويزرع الأرضَ يريد الغِنى يفارق الدُنيا ولم يُختَبر في كدَّهِ أحوال هذى الدُنى *** يتبع سرى بجسمي الغضَّ ماء الفناء وسار في روحي لهيب الشقاء وهمتُ مثلَ الريحَ حتى ذرَت تُرابَ جسمي عاصفات القضاء *** يامَن يَحارُ الفَهمُ في قدرتك وتطلبُ النَفسُ حمى طاعتك أسكرَني الإثمُ ولكنّني صحوَت بالآمال في رحمتك *** يتبعلم أشرب الخمَر ابتغاء الطرَب ولا دعتني قلّةٌ في الأدب لكنَّ إحساسي نزّاعاً إلى إطلاق نفسي كانَ كلّ السبب *** أفنيتُ عمري في اكتناهِ القضاء وكشفُ ما يحجبهُ في الخفاء فلم أجد أسرارهُ وانقضى عمري وأحسستُ دبيب الفناء *** يتبعأطاَل أهل الأنَفس الباصره تفكيرهم في ذاتِك القادره ولم تزلْ يا ربْ أفهامهم حيرى كهذى الأنجمُ الحائره *** لم يجنِ شيئاً مِن حياتي الوجود ولن يضير الكون أنَّي أُبيد وا حيرتي ما قالَ لي قائلٌ ماذا اشتعالُ الروح ! كيفَ الخمود *** يتبع إذا انطوى عيشي وحانَ الأجل وسدَّ في وجهي باب الأمل قَرَّ حبَاب العمر في كأسهِ فَصَّبها للموتِ ساقي الأزل *** إن لم أكنْ أخلصتُ في طاعتك فإنّني أطمعُ في رحمتك وإنَّما يشفعُ لي أنّني قَد عشتُ لا أُشرك في وحدتك *** يا ربْ هيىء سببَ الرزق لي ولا تذقني منّةَ المُفضلِ وابقني نشوانَ كيما أرى روحي نَجتْ مِن دائِها المعضلِ *** يتبع | |
|