قـلـبي إلى زَمَـن ِ الـصـِّـبـَا يـَهْــفـُو ** و مِـن صُــبـْح ِالمَـشِـيـب لـمْ انـْجـُو
أمْـسِـيْ بـرَبـيـع ِعُـمْـري قــدْ مَـضَى ** و صـَارَ غـَـدِي فـي مَـفـرقِي يَـعْـدُو
يـَا دهْــرُ ارفـِـقْ بـقـَـلــبـِي الـّـذي ** يَـرَى الحـَـيـَاة لـهُ بالـحُــبِّ تـَصْـفـُو
لِـلـحُــبِّ تـَرقـُصُ أوتــَارُ قـِيـثـارَتـِي ** وَ لِـلـنـَّغـَم ِالـطـَّـرُوبِ خـَافِـقِي يَهْـفو
الـجـَـدْولُ و الــرَّوضُ و أزْهـــَـارُه ** و غـُصْـنٌ بـالـنـَّـسِـيم رَاقِـصَا ًيغـْدُو
الشـمسُ طــَوَتْ لـلغـُـرُوبِ خـُيوطهَا ** و مَـوجَـة و اخـرَى بـَعْــدَهـَا تـعْـدو
و نـَورَسُ البَحْـر يـَشـدُو لحْـنَ المَـسَا ** يحْـدُو الأصِـيـلَ الى بَــيْـتـِهِ و يَغـفو
هـَذا الجـَمـَالُ اهْــدَتـهُ الـسَّـمـَاءُ لــنا، ** الـرَّاحُ و الـغِــيــدُ وشادية تـَشـدُو
ذكـْـرَيـَـاتُ أمْــسِـي و أحـْلامُ غـَـدِي ** حـَـمَــلـتـُـهَـا والحَــادِي بــنـا يـَحْـدُو
اسْــرَاري فِـي قـَـلـْـبـي وَأدْتــُـهــَا، ** و أجْـرَاسُها نغـَما من خافِــقِي يَعْـلو
أجْــراسُ فـِـكـري تــَطـْـرُدُ الـكـَرى، ** و عَـلى اشـبـَاح ِالغـَابـريـنَ اصْحُـو
هُـمُومي حَـيَّرتـْني و اثـقـلتْ فـِكـْري ** و الـمَاءُ سَـرابا ًعلى الـرَّمْـل يَطـفـُو
كمْ رَجَـوتُ الجـَديدَ معَ الشـمْس يَأتي ** و جَـدِيـد غـَـدٍ كـقـدِيم ِالأمـْس ِيَـبْـدو
و فـَـوْقَ الـمَـوْج زَورَقــَا مَـا سَـألـُـوهُ ** يُـرَاقـِصُـهُ المَوجُ و البَحْـرُ بهِ يَـلهـُو
هَـذِهِ الأيـَّامُ تـأخُـذ ُ مِـنـَّـا الـصِّـبـَا، ** و الـمَـشِـيـبُ عَـلى أحْـلامِنا يَـقـسُـو
بـدِفْءِ الـشـمْـس و بـالـحُـبِّ نـَحْـيـَا، ** أمَـمٌ لـمّا فـقـدُوا الحُـبَّ اضْـمَحَـلـّوا
يَرقـُبُ الشـمسَ مُدْنـَفا ًوقـتَ رَحِـيلهَا ** إلـَى سـَمـَاءِ لـَـيْـل ٍنـُجُـومُـهُ تـَـزْهـُو
ضَحِـكـَتْ عـلى صَـدْر ِالسَّـمَاءِ لآلِـئٌ ** وَ عَلى الأرْض ِتـَبكِي مَحـَاجرٌ رُمْدُ
ليتـَنِي احْمِلُ البَحـرَ والشمسَ والهـَوا ** فـَأغْـسِـلُ أدْرَانَ قـوْم ٍمَـا لـَهُـمْ عَهْـدُ
علي بوخمسين (بومصطفى)
1 ذو الحجة ، 1421