ربـمَـا الـكـوْ ن غـَـيْــرَ مَـا نـَـعْــرفـه و التجَـلـّي فـيـْضُ نـور ٍلا نـُـدْركـُـهُ
ما كانت شمس وفـَـلـَـكٌ تـدورُ فـيه سوى نورَا ً و مـاءً و اشــرَاقـَـــتـَـهُ
ضَـمـيـرُ الـدّهـْر ِ وعَــقـلُ الزمـَان الكوْنُ ابـدَاعـك و اليـك َ مـَـرجـِـعـُـهُ
مــيّـزتَ الــوجــود عــقــل و زمـانِ خـلـق لـم يـَـكـتــَسـِـبـْهُ ولا َارثَ لـَهُ
نـَســَـجَ الـلــيـل خــيــوط الـظــلام و الكونُ في خـيـمَـةِ الـلــيْـل سـُـبـَـاتـُـهُ
والأرض ذراتٍ منَ الماءِ ارتـفعَتْ تـدُورُ ولا تــَـدري كـُنـْـه َ غـَـايـَتــِهِ
عـلى صـدْر البحـْر نـامَـتْ مَـوْجـَـة ٌ ايْـقـَـظها زَورَقٌ ارْخَى شـِـرَاعَــهُ
مـن الـغـَـيـبِ في صَـمتهَا اشـرَقـَتْ ردَاؤُهَا يَنشـرُ الدِّفءَ وهـيـْـبـَـتــَه
عَـزَفتْ قيثارة الصّمتِ لحْـنَ الزّمَان واقبـَلـَتْ بالغـصن حَمَـامَـة تـَحـْمِلهُ
أفِـرَاقٌ يـَتـْـبـَعـُهُ فناءٌ ما لهُ خـُلود وهلْ عادَ طيرٌ إلى غَير وَكر فـَارَقهُ
و إذا الطيرُ تهجُـرُ أوكارَها و ترحَلُ إلى الغَـيبِ و المَجهـُـول لا نـَعـْـرفـُهُ
يـُصارع ُ المَـوجَ زورقُ أفـكـَـاري ابْحـَثُ عَـن مَرسَىً فـيـمَا لا ادركُهُ
و من وَرَاءِ المجهول شاطِئ الغـَيـبِ عـتمَة اللـيْـل عَن عُـيُونـِي تـَحـْجـُبـُهُ
مافارَقَ سمْعِي صوتُ حادِي الشمس يَـطـرُدُ اللـيْـلَ و تـغــفـُو كـَواكـِـبـُهُ
يعـا نـقَ الـنـورَسُ مـَتـنَ الـرِّيـح ً يــتـلـو التـّرانِــيـمَ و تــَسـْـبــيـحـَاتـَـه
يحْـدُو مـوجَ البـحـْـر حِـيـنَ يَـتـْـبـَعُـه يـُرَاقـصُ خـيُـوط َ الشمس و تعـَانِـقه
الطـيـرُ و ذوي الأرْبــَـع ِ و الــرُّبـَى هـُمُ الكونُ و هطـلُ الغـَيثِ حـَياتهُ
لاحَ في البـَعـِيـدِ لـلــزَورَق مـَرْسـَى صَارَع َالموجَ و ما ألـقىَ مِـرْسَـاتـَـه
تـَـشـَابـَهَ الـنـَاسُ افـي طِـبـَاعـُهـُـم الإرتِـقـاءُ اخـْـتـِلافِ مَا نـَـقـْـصُــدُهُ
كـُنْ ، أمْـرُ مُـقتـدِر أثـبـَـتَ الـوُجـُـودَ اشـَــادَ قــبـْــل الـقــَـبـْــل ِ بـُـنــيـَانـه
كلمَا سبَحـَتْ خـُيوط الشمس في فِكــ ـري نـَشـَرَ الليْـلُ طيـفَ غـُـمـُوضـهُ
نـَسـَمات الـبـَحـْر الـقـَدِيـم نـَاعِـسـَاتٌ و منَ الأرض حملتْ رَملا ً وغبارهُ
تـَغـمُرُني اشْـرَاقــَـة لا حـُــدُودَ لـَهـَا الـلـيــل فِــيـهـَا طـَـيـْـفـَا ً اصَـارعـُـهُ
النـفـسُ اشـرَاقـة ٌ والعـَـقـْـلُ قـَـبـَـسٌ و الإرَادة ُ فـيـنا بَـقـاءُ مـَا اوْجـَـدْتــَهُ
عـلي بـو خـمـسـيـن
28 ذو القعدة, 1421هـ